بين حاشية الحكاية

Sunday, July 26, 2020
داخل أسوار الصلات الإنسانية؛ تبدو أحيانًا كمن لا يعبأ = مدارها نفسها، تسترق النظر بخفّة، وتمشي دون اكتراث، دون التفات؛ يصدّق النّاس أعينهم إن عبرت ويغيب عنهم فهم طبيعتها الفريدة وسجيّتها الهادئة التي تبدو جليًّا على قسمات روحها لو أمعنت النظر، يصدّق النّاس ما تُبديه ويغيب عنهم ما تضمره = أنّ كلّ من يحب أن يبقى على هيئة "الطيف" غير المرئي -غالبًا- يحمل في جنبات وعيه معنىً خام لا يقبل التفكيك مفاده أنّ التجاهل المتعمّد للمعنى والشخوص ليس إلّا درعًا يستتر المرء خلفه من انتباهه الفصيح، وفهمه العميق، وحسّه المرهف المفرط غاية الإفراط، بل ولا يعدو عن كونه ثباتًا مفتعلًا يولد من رحم الانغماس في التحليق بأجواءٍ ضوضائية مضطربة، في حالتها مثلًا؛ كانت ترى وتسمع وتعقل دون أن تصدر ضجيجًا، كان ضجيج الكون يبتلعها وهي مدركة، فتظفر برفاهيّة ألّا يعرفها أحد بقدر ما تعرفه -أو هكذا تظن-، كانت تطوف حولهم بخفّةٍ معهودة كنسمة الهواء التي تشاكس شعر العابر، بروح بصيرة تمدّ يدها في العتمة وتتحسّس الأرواح بيدين مبصرتين، فتقرأ الأنفس كلمة كلمة، وتترجمها للغاتٍ شتّى بحرفيّة عالية ثمّ تنثر معانيها على الأرض كما لو كانت حبّات قمح؛ كانت مروج السنابل تنبسط وتمتد رويدًا رويدًا على مدّ البصر إن عبرت؛ تبتسم في خجلٍ مفتعل إذ تُجلّ في نفسها هذه "القدرة الاستثنائية" وإن أبدت تواضعًا = كانت .. تشعر أكثر ممّا ينبغي، كانت تبصر أكثر ممّا تحتمل .. ولا يبصرها أحد.

0 comments:

Post a Comment

Top