وثباتٌ وكبوات .. حياةٌ كاملة في عام

Monday, January 1, 2018



في يوم ١٧ من كانون الأول بعامنا الذي نقف على سويعاته الآخيرة اليوم, فتحت مفكرتي الإلكترونيّة المدمجة بهاتفي -كما جرت العادة كلّما لاحت فكرة ما في ذهني وخفت عليها من براثن النسيانودوّنت سطرًا واحدًا قلت فيه:


“لكلٍّ منا زمنٌ ما, يجتازه, لكنّه لا يعودُ من بعده ذات الشخص أبدًا. بالنسبة لي ٢٠١٧ كان عامًا مفصليًا.”

قرّرت أن أستهل تدوينتي هذه بعبارتي السابقة, لاسيما أنّي أؤمن دائمًا أن ما نكتبه بمداد قلوبنا في لحظة تسامينا ووضوح الرؤية -التي غالبًا ماتكون لحظيّة-, قادر على أن يشقّ طريقه لقلوب الآخرين أكثر ممّا تحتمله محاولاتنا المستميتة في رصف الكلمات الرنّانة والعبارات المتكلّفة. على كلٍ, وكما جرت العادة, أحبّ أن أكتب تدوينة أغرف بها شعوري غرفًا لعلمي أننا بالمشاركة نتخفّف من أعبائنا فضلًا عن كوننا -أحيانًا- ننفث عن الأرواح القابعة في الظلّ شيئًا مما غارت به صدورهم, لا سيما أننا كجنسٍ بشريّ نشترك في التجربة الإنسانية وإن تناءت الأقطار التي نقف عليها وننتسب إليها ونحملها فينا. فاقرأوني ببصائركم قبل أبصاركم

أعود لنفس هذه اللحظة قبل عام, حين كنت في منتصف تجربة شعورية جديدة كليًا على مستواي الشخصي, سعيدة بإنجازاتي السابقة, معترفة بالفضل لمعترك الحياة التي قاتلت فيه بضراوة وخرجت منها بروح أكثر حدّة ظاهريًا وأكثر مرونة داخليًا, والأهم (مشبعة بالحبّ والأمل), وشرفات صدري مشرّعة على مصراعيها وكأنّها دار ريفية هّيّئت كمضافة لعابري السبيل, مزدانة برائحة القهوة العربية الأصيلة والطٍّيب, مّقبلةٌ على الحياةِ غير مًدبرة

مالبثت أتقلّب بين الكفّتين متزيّنة بحلية التصبّر والأمل, حتّى طفقت تتفاقم المفترقات المقدّرة, وكلّما آنست نورًا انطفأ, فإذ بي أفيق -في مرحلةٍ ما- على حقيقة أني بتُّ جاهزة لكل شيء, خالية الوفاض من أي تطرّف شعوري, أو ربّما أشبه ما أكون بجسد خواء إلّا من الشكر لمهيئ الأسباب بحكمته -التي أقف متقازمة حيالها لجهلي وعجلي إذ (خلق الإنسان من عجل)-. هذه سُنّة الحياة, نعم بلا أدنى شك, لكنّ طاقتنا الإستيعابية تتّسع وتضيق بقدر التراكم, وقدر المقاومة عكس التيّار الجارف. وهنا أودّ الإشارة إلى نقطة مهمّة للغاية: أنه لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تُعظّم قيمة الشيء حتّى تنال قسمةً من نقيضه, وهذا حالنا مع الأضداد كلّها, بين التعاسة والسعادة, بين السخط والرضا, بين الخمول والسعي, بين النأي والوصل .. وبين الحبّ والألم. لا تعجب من إبتدائي بالألفاظ السوداويّة, إذ أني شخصيًا أرى العسر مفتاح اليسر وأؤمن يقينًا بأنه وإن استطال البلاء فلن يهزم عسرٌ يسريين (فإنّ مع العسر يسرًا*إن مع العسرِ يسرًا).

أقول وصلت لقاع حزني, ونجوت مراتٍ -بلطف الله- بما فضّلني الله به عن العالمين من قرّة أعين, إخوة وأصدقاء وأحباب .. وتجارب, أتوكأ عليهم كلّما كلّ متني. ولست ناقمة بالمناسبة على عامي المرتحل, إنّما أذكر فضله عليّ -عسرًا ويسرًا- على سبيل العظة لنعلم أننا خلقنا من طين, نجفّ ويحيينا الودق -برحمة الله وتدبيره-. فلا تأسوا على مافاتكم واستلذُّوا ركوب الخطر حتّى تألفوه ويألفكم, وتغدو أرواحكم أكثر مرونة لتحمّل نوائب الدّهر بهذا اليقين الذي يستقرّ بين أضلعكم بأنّ المستراح تحت شجرة طوبى, أما دارنا هذه فدار إمتحان وتهيئة.

أمّا كبواتي فمنها ما نشأ ملء إرادتي وأنا ممتنّة للتجربة التي ساهمت في نضوجي, ومنها ما جاء على هيئة إبتلاء وأنا شاكرة وحامدة للمتفضّل عليّ من قبل ومن بعد, ولو أني كنت مخيّرة لما وجدت خيرًا ممّا كتبه الله لي.

  • إبتليت -والحمدلله دائمًا- بمتلازمة باغتتني على حين غرّة تدعى (متلازمة الدوار الموضعي الحركي الحميد) والتي تتمثّل في فقدان التوازن والدوار الشديد من الحركة الذاتية, وإنزعاج شديد من الإضاءة المرتفعة وحركة الأجسام الأخرى. وهي بالمناسبة أمر عارض تأتي على هيئة نوبات متباعدة ولله الحمد (إنتباتني مرتين بنهاية ٢٠١٦ ثمّ ثلاث مرات خلال ٢٠١٧ وآخر مرّة كانت أشدّها), لكنّها تأخذ فترة (بمقدار شهر لشهرين) حتّى أستعيد عافيتي تمامًا وأعود لممارسة حياتي الطبيعية. عمومًا, ليس للنوبات سبب واضح حتّى الآن, لكنّها بدأت تنتشر بين النّاس مؤخرًا -جنّبكم الله وأحبابكم كل سوء- حيث أخبرني طبيبي (إستشاري التوازن) بأنه قبل عدة أعوام كانت العيادة لا تستقبل إلا حالة تقريبًا كل شهر, بينما الآن وصلت لقرابة العشر حالات باليوم الواحد! .. عمومًا مايحدث -في حالتي أنا- هو تحرّك لجزيئات متناهية الصغر تسمّى (بلورات كرستالية) بالأذن الداخلية بطريقة ما (حركة سريعة أو ضربة قويّة على منطقة الرأس) يختل على إثرها نظام التوازن بالجسم! سبحان الله ما أضعف الإنسان!! .. والجدير بالذكر أني لم أتلقى أي ضربة طيلة حياتي الحمدلله, وليس من طبيعتي أن أنفعل بحركة مفاجئة أبدًا لكن إرادة الله فوق كل إرادة

أشدّ ما كان يؤلمني, ليس النوبة نفسها, إنّما توابعها, لاسيما أني شخصية منطلقة جدًا ومغامرة, وبصراحة يقتلها التقييد, حرفيًا. كانت النوبات نوع من القيود التي تحدّ من حركتي مكرهه, علمًا بأني عنيده وأقاوم, لكنّها مع هذا أعند منّي والحمدلله دائمًا. كنت أنهار داخليًا, وأسمع دويّ تحطّم نفسي في نفسي, لكنّي أواجه العالم بالضحك .. وهي آلية فطرية بي بالمناسبة, يكثر ضحكي إذا كان وقع المصاب عليّ جلل كنوع من المقاومة والتنفيس. الجدير بالذكر أني في ظل هذا القيد إكتشفت ذاتي -برحمة الله وفضله- إذ أن عريشة الياسمين نشأت في أوج النوبة الأولى, وكنت أكتب تدويناتي على فترات متقطّعة بسبب رأرأة عيني أثناء النوبة وعدم قدرتي على التركيز. ثمّ في منتصف النوبة الثانية رسمت أول عين بشرية واقعية وكانت لأكثر عين أحببتها في جملة حياتي .. والأمر هنا يقتسم مناصفةً بين النوبة ومن خَلف الشرارة الأولى إذ منهما إبتدأ مشواري الفنّي.

  • كسرني نفوق قطّتي بعد عشرة عمر تجاوزت الـ١٢ عامًا ونيف, احتلّت فيها مكانة عظيمة في نفسي, حتّى بتّ أستعيد عافيتي برؤيتها والله وكأن طبّي وطبيبي -بعد رحمة ربّي-. أتذكّر يوم اختياري لها من بين إخوتها, وهي بعمر الـ٤-٦ أشهر, أخذناها للمنزل, وبدأت تصول وتجول بفضولها الفطري الذي يمتاز به أبناء جلدتها, ورحت أنا بدوري أنشغل بمهامي في حجرتي, أتذكر وضعي حينها, على الأرض أتناول وجبتي وأشاهد فيلمًا أجنبي بحماسة المراهقة آنذاك, متخففة من كل الإلتزامات, حتّى من قطّتي التي تقضي يومها الأول في منزلي. فجأة, دلفت حضرتها تمشي الهوينا -ومشيتها جزء من شخصيتها الأنثوية والمغرورة كونها شيرازية الأصل- وإذ بها تترك المنزل بما رحب وأهل المنزل وتختار أن تتوسّد حجري في دعة وتغفو وهي تنظر إلي نظرة حانية يكاد يذوب لها قلبي -وبقيت معها نظرتها لي تلك حتّى آخر نفس-. هذا الموقف كان شرارة الإرتباط الوثيق بيني وبينها, ثم توالت المواقف, حيث كنت أجدها نائمة على شعري تارة, وفي حضني تارة, وعلى قدمي تارة أخرى لا تفارقني, لاسيما أثناء شدّة المطر, وحال حزني أو مرضي! كانت أمي تنهرها, ومايزيدها ذلك إلا عنادًا! .. أتذكر كيف تعاقبني إذا شعرت بالغيرة, أو جرحت كبريائها -أكتب هذا الجزء وفي عيني ماء يعاند إبتسامتي العريضة- حيث كانت تشيح بوجهها عنّي وتنظر للحائط دون اكتراث, متجاهلة محاولتي لاستدراجها بألفاظ التودد المختلطة بصوت الضحك الناجم من تصرفاتها المجنونة. فما تلبث تلين وتعود إليّ كما عهدتها. كانت تأخذ كثيرًا من أطباعي, عنيدة, قويّة, غيورة, عزيزة نفس, لكن حنونة ووفيّة. أتذكر بآخر موقف جمعني بها قبل نفوقها, في نوبتي الأخيرة, كانت معتادة على النّوم داخل خزانة والدي الذي هيّآه لها -مأجور مشكور-, واضطررت يومها أن أنام في حجرة أهلي نظرًا لشدة النوبة, فإذ بقطّتي تخرج من جحرها -لأول مرّة منذ أشهر- وتأتي لتنام بجانب رأسي, وتمدّ طرفها المكسوّ بالفراء الرمادي الكثيف حتّى يلامس ذراعي, تنظر إلي بنظرتها تلك, وتطيل النظر .. وصوت أمي الناهر يخالط وقع ضحكاتي فيغلبه لتصرفها الغريب, والذي يبدو أنه كان حميميّ ووداعي ولم أنتبه لطول الأمل. نفقت بين يديّ وتيبّس بدنها, وتفتّت قلبي .. ودفنتها بيدي, وجزء منّي معها.

  • عدت ووقفت من جديد والحمدلله, فإذ بأوجاع أحبابي تهزمني, مابين فقد ومرض وهمّ, كنت -ولازلت- أحمل همّهم وكأنهم نفسي التي بين جنبيّ, وهذا حالي مع كلّ من يحتل جزء عظيم منّي وإن قلّوا. 

  • أعود لشهر آب من عامنا المرتحل, وأتذكر خاتمة تدوينتي السابقة وإشارتي أني ولدت فيه من جديد, ومازلت أحتفي بتلك الولادة وأحبّها, لكنّي لو صحّ لي التمثيل, لقلت أني ولدت فيه نعم, لكنّي هرمت في كانون الثاني وكل الذي يفصلهما أشهر في زمنكم, وأعوامًا وسنينًا وروح في تقديري

  • وفي هذا العام أيَضًا إخترت أن أنحاز لعقلي وكلّفني الأمر قلبي. المصاب عظيم استشعرت فيه كيف يمكن أن يصبح الفؤاد فارغًا (وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا), لكنّه تهذيب بالطريقة الأمرّ لتعرف أن لـ(لا) إستخدامها أيضًا متى ما كانت الـ(نّعم) إبرة مخدّرة ومسكّنه .. لعلها موتٌ بطيئ -وهي كذلك فعلًا-, لكنها -لعمري- إنتصار لعزّة نفسك، وعفّة قلبك, لصدقك, وتقديرك لنفسك المقترن بتقديرك لما تعدّه بضع منك .. والله يحبّ المحسنين.
"إذا التبس عليك شيء فانظر أثقلهما على النّفس فاتبعه, فإنّه لا يثقل عليها إلا ما كان حقًّا."

أمّا وثباتي فكانت:

  • هذا المغتسل البارد على قلبي, والمتنفّس الذي أبثكم فيه شيئًا من روحي (عريشة الياسمين).

  • علاقاتي الممتدّة بين الجهات الأربعة, والتي بات جزء منها داره قلبي لا الأرض, أنا التي ماعادت تعبأ بالكميّة, بل تغريها الكيفية والإثراء. مكتفية تمامًا على صعيد العلاقات الحميميّة القريبة, ومتّسعة للمعارف العفوية بهيئتها البسيطة التي لا تقيّدك بإلتزامات يقصر معها عمرك وتعطب معها روحك! .. ممتنة لكل من رُزقت حبّهم ورزقهم الله ودّي.

  • تجاربي الجديدة كليًا, الندوات الجميلة وورش العمل الماتعة والأمسيات المثرية التي أقحمت نفسي فيها, وسعيت لها, بدءًا من مركز سيدانة الثقافي بجدة, حتّى مجتمع رقي بالمنطقة الشرقيّة. -بالمناسبة, لم أنسى وعدي بتدوين تجربتي مع هيفاء القحطاني لكنّي أرجأتها لظروف سفري مؤخرًا-.

  • ممتنّة لفرصتي على السفر والإكتشاف والتجربة. كل رحلة أعطتني ضعف ما أخذت منّي, ونضجت معها أكثر.

  • ممتنّة لكل لوحة كانت وعاءًا لفكري وروحي وشعوري.

  • سعيدة جدًا بإنجازي الثقافي هذا العام, مابين (صناعة المحاور) و(مساق) وحتّى تجربة القراءة الثنائية مع روح ألفتها وألفتني وصادفت فيها جوهر نفسي, إذ لم أتصور من قبلها مجرّد تصوّر أن أتلذذ بالمشاركة لهذا الحدّ, على الرغم من خلافاتنا الدائمة على الموعد, وتأجيلنا, واللإقتصاص منّا بزيادة عدد الصفحات, ثم الوعود المخلفة, فالإنجازات, والمشاركة القريبة جدًا عبر الأثير, فاللقاء والنقاش حول ما قرأنا, والتشابه والتباين بين وجهات النظر, والصدف اللطيفة التي تعطي للتجربة بعدًا آخر. ممتنّة والله كما لم أمتن لأحد من قبل, ومن بعد

  • سعيدة بالكتب التي أنهيتها ولم أحصي عددها حتّى الآن, وسعيدة بالقوائم المتراكمة ورغبتي في كسر رقم قياسي هذا العام بإذن الله -أكتب جملتي هذه وأنا أحدّق برزم الكتب الملقاه في كل جانب, حتّى أن مكتبتي لم تعد تكفيها- الحمدلله دائمًا, وأعد نفسي ألا أبتاع أي كتاب حتّى أنهي مالديّ -آمل أن أفي بوعدي- :)

ختامًا, وبشكل مقتضب جدًا لأنشر تدوينتي هذه بمطلع العام الجديد حيث تشير ساعتي إلى ١٢والربع  بعد منتصف الليل الذي يصادف يوم (الأثنين) كيومٍ أحبّه, أقول:

كلّ هذا الزّخم من وثبات وكبوات, مدّني ببصيرة أشدّ حدّة لما أودّ أن أكونه في قابل الأيام.

لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا 

غفر الله لي ولكم.
استودع الله آلامنا وآمالنا.

والسلامُ عليك, وعليهم, وعلينا.

6 comments:

  1. اسال الله لك عامًا ممتلئ بالانجازات 🎈🍃🍃

    ReplyDelete
  2. إنجازاتك جميلة ماشاء الله شخصية طموحة وعدها قوة إرادة، وإن شاء الله عام 2018 يكون أجمل ومليء بالإنجازات

    ReplyDelete
  3. أتابع انستقرامك وتعجبني طريقة تعبيرك بالرسم بس ما شااء الله حقيقي أبهرتني مهاراتك اللغوية وانتقاءك للكلمات دلال 💓
    أتمنى لك عام أجمل وحافل بالإنجازات المثمرة والذكريات الجميلة 🌷

    ReplyDelete
  4. يا الله ، حزنت لانتهاء التدوينة العميقة ،دخلت معها جو وكأنها رواية طويلة انتهت فجأة ..
    قوية أنت ، داخلك قوي ، روحك مصارعه .. أهنئك
    كلماتك ووصفك واسلوبك أسر قلبي ، ولو إنو هذا النوع من الكتابة يصدّع راسي للأمانه لكن ماقدرت ما أكمل وقدرت استوعب المقاطع الأخيرة بدون إعادة الجملة ست مرات 😅

    محفزة ، باعثه للأمل ، شكراً على هذي التدوينة اللي جات في وقتها فعلاً وواست قلبي .

    ReplyDelete
  5. أسلوبك عميق جدًا ويملك شغاف القلب
    وسبحان الله,
    لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعظم شيء حتى تنال قسمة من نقيضه!
    كنت أفكر في معناها وجا ببالي الأهل؟
    بعدين تذكرت شعوري تجاههم كيف تعاظم لما اغتربت عنهم
    الصحة تعظم في عين المريض أكثر من الصحيح
    الحياة تعظم في عين الي كاد يجرب الموت أكثر من الي ما كاد يجربه" الله يكفينا وياكم كل شر"
    مقولة دقيقة
    تدوينة تزخر بالحكم والصور البلاغية الجميلة
    باركك الله وشفاك من كل مكروه وكل من تحبين وعوّضك خيرًا من قطتك 💙

    ReplyDelete
  6. دلال ماشاء الله تبارك الله أسلوبك رائع زادك الله من فضله ونعيمه وأَسْبَغ عليك من ثوب العافية استمتعت بدوينتك💐

    ReplyDelete

Top